منذ أكثر من 1200 سنة، كانت المدينة المصرية هرقليون واحدة من أهم المدن و أكثرها ثراءا في مصر حيث كانت مركزا تجاريا دوليا، والطريق الوحيد لعبور السفن من البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى النيل و بالتالي فقد كانت مدينة مزدهرة.
بمرور السنين بدأت المدينة الساحلية تنزلق تحت الماء ليبتلعها البحر في نهاية المطاف و بعد عقود من الزمان، بدأت ذكريات المدينة تتلاشى وكان الدليل الوحيد على وجودها بضع معلومات تذكر في كتب الارقام القياسية لتصبح مجرد أسطورة.
لأكثر من 1200 سنة، ظلت مدينة هرقليون نائمة في أعماق البحر، لكن على ما يبدو ليس إلى الأبد، ففي سنة 2000 قام عالم الآثار الفرنسي الدكتور فرانك جوديو بالغوص تحت الماء برفقة فريق من مساعديه لإجراء مسح جيوفيزيائي للبحر الأبيض المتوسط و هذا ما قادهم إلى منطقة خليج ABOUKIR بالقرب من الإسكندرية، و العثور على المدينة الأسطورية المفقودة هرقليون الحقيقية وأنقاضها التي زرعت في قاع المحيط.
وقد تم إكتشاف مجموعة من القطع الأثرية المذهلة أبرزها منحوتات الحجر الجيري الضخمة والتوابيت التي تتضمن بقايا على شكل مومياء مما يشير إلى أن المدينة كانت موقعا دينيا مهما.
كما تم إستخراج 64 من حطام السفن القديمة وأكثر من 700 من المراسي من الطمي والطين الثقيل، وعثر على عدد لا يحصى من الأعمال الفنية مثل أقراص نحتت عليها الحروف الهيروغليفية المصرية والعملات الذهبية وغيرها الكثير مما يدل على أن المدينة كانت مركزا دوليا و مقصد التجار القادمين من كل حدب وصوب لترويج بضاعتهم.
رغم مرور 14 عاما على الإكتشاف المذهل، إلا أنه لا يزال يجري العمل على الموقع لاكتشاف المزيد حول هذه المدينة، والإجابة على سؤال مهم: كيف لهذه المدينة الكبيرة والغنية أن تغوص تحت أعماق البحر؟
الدكتور جوديو وفريقه يعتقدون أن ارتفاع منسوب مياه البحر، إضافة إلى انهيار الرواسب هي التي تسببت في غرقها و تبقى هذه مجرد نظرية إذ يظل جواب السؤال مجهولا الى الآن.
الكاتب: محمد إبراهيم
محرر تخصص فيزياء ... مهتم بكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا و السيارات، وأكتب في مجالات متنوعة مثل الصحة والغرائب والستايل وغيرها الكثير
